- ashurمدير موقع مفارقات
- عدد المساهمات : 413
هَلْ آللهُ ذَكَرًا أَمْ أُنْثَى؟
الثلاثاء أكتوبر 31, 2017 8:28 pm
هَلْ آللهُ ذَكَرًا أَمْ أُنْثَى؟
بِآلتَّدْقِيقِ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ تَظْهَرُ لَنَا حَقِيقَتَانِ: آلْحَقِيقَةُ آلْأُولَى، أَنَّ آللهَ رُوحٌ، وَلَيْسَ لَهُ صِفَاتٍ أَوْ حُدُودُ بَشَرِيَّةُ. وَآلْحَقِيقَةُ آلثَّانِيَةُ، أَنَّ كُلُّ آلْأَدِلَّةِ تُشِيرُ أَنَّ آللهَ أَظْهَرَ نَفْسُهُ لِلْبَشَرِيَّةِ فِي صُورَةِ ذَكَرٌ. وَفِي آلْبِدَايَةِ، يَجِبُ عَلَينَا أَنْ نَفْهَمَ حَقِيقَةَ طَبِيعَةِ آللهِ. فَآللهُ شَخْصٌ، فَمِنْ آلْوَاضِحِ أَنَّ لَدَيهِ صِفَاتٌ شَخْصِيَّةٌ مِثْلُ آلْعَقْلِ وَآلْإِرَادَةَ وَآلذَّكَاءُ وَآلْعَوَاطِفُ. وَأَنَّ آللهَ يَتَوَاصَلُ مَعَ آلْبَشَرِ وَأَنَّ لَهُ عَلاَقَاتٍ مَعَهُمْ وَأَنَّ أَعْمَالَ آللهِ آلشَّخْصِيَّةِ وَاضِحَةً مِنْ خِلاَلِ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ.
وَكَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي (إِنْجِيلُ يُو24:4) (آللهُ رُوحٌ. وَآلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِآلرُّوحِ وَآلحَقَّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».). فَحَيْثُ أَنَّ آللهَ كَائِنٌ رُوحَانِيٌّ، فَآللهُ لَيْسَ لَدَيهِ صِفَاتُ جَسَدِيَّةُ. وَلَكِنْ فِي بَعْضُ آلْأَحْيَانِ نَرَى إِسْتِخْدَامُ تَعْبِيرَاتٍ لُغَوِيَّةٍ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ لِتُسَاعِدُ آلْإِنْسَانَ عَلَى فِهْمُ آللهِ. وَنَسَبُ آلصَّفَاتُ آلْبَشَرِيَّةُ عَلَى آللهِ يُدْعَى " آلتَّجْسِيمُ " (أَيْ آلْتَجَسُدُ). وَآلتَّجْسِيمُ هَوَ أَنَّ آللهَ (آلْكَائِنُ آلرُّوحِيُّ) يُعَبِرُ عَنْ طَبِيعَتِهِ لِلْبَشَرِ بِطَرِيقَةٍ جَسَدِيَّةٍ. وَحَيْثُ أَنَّ آلْإِنْسَانَ كَائِنٌ جَسَدِيٌّ، فَاِسْتِيعَابُ آلْإِنْسَانِ مَحْدُودًا لِمَا هُوَ جَسَدِي وَاِسْتِخْدَامَّ " آلتَّجْسِيمُ " فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يُسَاعِدُنَا عَلَى اِسْتِيعَابِ مَنْ هُوَ آللهُ.
وَتَأْتِي آلصُّعُوبَةُ فِي مُحَاوَلَةِ فَهْمُ حَقِيقَةٌ أَنَّ آلْإِنْسَانَ خُلِقَ عَلَى صُورَةِ آللهِ كَشَبَهَهُ. كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ27:26:1) (وَقَالَ آللهَ: «نَعْمَلُ آلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ آلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ آلسَّمَاءِ وَعَلَى آلْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلَّ آلْأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ آلدَّبَّابَاتِ آلَّتِي تَدِبُّ عَلَى آلْأَرْضِ». فَخَلَقَ آللهُ آلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ آللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.).
وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ آلرَّجُلُ وَآلْمَرْأَةُ قَدْ خُلِقُوا عَلَى صُورَةِ آللهِ، وَلِذَا فَأَنَّهُمْ أَسْمَى مِنْ جَمِيعِ آلْكَائِنَاتِ آلْأُخْرَى فَهُمْ مِثْلُ آللهُ لَهُمْ عَقْلٌ وَإِرَادَةً وَذَكَاءُ وَعَوَاطِفُ وَمَقْدِرَةٌ أَخَلاَقِيَّةٌ. وَنَجِدُ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ عَنِ آلْحَيَوَانَاتِ فَلَيْسَ لِلْحَيَوَانَاتِ قُدْرَةً أَخْلاَقِيَّةً وَلاَ يُوجَدُ لَدَيهُمْ بُعْدٌ رُوحِيٌّ. فَعَنْدَمَا خَلَقَ آللهُ آلْإِنْسَانَ، خَلَقَهُ عَلَى شِبْهِهِ لِيَكُونُ لِلْإِنْسَانِ عَلاَقَةً مَعَ آللهِ وَهُوَ آلْمَخْلُوقُ آلْوَحِيدُ آلَّذِي صُنِعَ لِهَذَا آلْغَرَضُ. وَكَوْنُ أَنَّ آلرَّجُلُ وَآلْمَرْأَةُ قَدْ خُلِقُوا عَلَى صُورَةِ آللهِ لاَ يَعْنِي أَنَّهُمْ صُورَةَ فُوتُوغْرَافِيَّةٍ مُصَغَّرَةٍ مِنَ آللهِ. فَكَوْنَّهُمْ عَلَى صُورَةِ آللهِ لَيْسَ لَهُ عَلاَقَةً بِآلصَّفَاتِ آلْجَسَدِيَّةِ.
وَنَعْلَمُ أَنَّ آللهَ رُوحٌ وَلَيْسَ لَهُ صِفَاتٌ جَسَدِيَّةٌ. وَلَكِنَّ هَذَا لاَ يُحِدُّ مِنْ كَيْفِيَّةِ اِخْتِيَارِ آللهِ بِأَنْ يُظْهِرَ نَفْسُهُ لِلْبَشَرِ. وَآلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي كُلُّ مَا أَعْلَنَهُ آللهُ لِلْبَشَرِ عَنْ نَفْسِهِ وَهَذَا هُوَ مَصْدَرُ مَعْلُومَاتِنَا آلْوَحِيدِ عَنِ آللهِ. وَبِآلنَّظَرِ فِيمَا يَخْبِرُنَا آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ، فَهُنَاكَ بَعْضُ آلْمُلاَحَظَاتِ كَآلتَّالِي:
كَبِدَايَةٍ، آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي عَلَى حَوَالِي 170 إِشَارَةُ إِلَى آللهِ " آلْآبُ ". وَبِطَبِيعَةِ آلْحَالِ يَجِبُ أَنْ يَكُونُ آلْفَرْدُ ذَكَرًا لِيُصْبِحُ أَبًا. فَإِنْ كَانَ أَخْتَارَ آللهُ أَنْ يُظْهِرَ نَفْسُهُ آخِذًا صُورَةَ إِمْرَأَةٍ لَكَانَتْ هَذِهِ آلْإِشَارَاتُ تَتَحَدَّثُ عَنْ " آلْأُمُّ ". وَنَجِدُ فِي آلْعَهْدَيْنِ آلْقَدِيمِ وَآلْجَدِيدِ أَنَّ آلْإِشَارَةَ لِلهِ دَائِمًا تَأْتِي بِصِيغَةِ آلْمُذَكَّرِ.
يَسُوعُ آلْمَسِيحِ نَفْسُهُ أَشَارَ إِلَى آللهِ كَآلْآبُ عِدَّةُ مَرَّاتٍ، وَاِسْتُخْدِمَ تَعْبِيرَاتٌ مِثْلُ هُوَ لِلْإِشَارَةِ إِلَى آللهِ أَيْضًا. وَفِي آلْأَنَاجِيلِ آلْأَرْبَعَةَ وَحْدُهَا نَجِدُ أَنَّ آلْمَسِيحَ قَدْ أَسْتَخْدَمَّ كَلِمَةُ " آلْآبُ " لِلْإِشَارَةِ لِلهُ مُا يُقَارِبُ مِنْ 160 مَرَّةً. وَآلْجَدِيرُ بِآلذَّكْرِ مَا هُوَ مُدَوَّنٌ فِي (إِنْجِيلُ يُو30:10) حَيْثُ يَقُولُ: (أَنَا وَآلْآبُ وَاحِدٌ».). وَمِنَ آلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ آلْمَسِيحِ جَاءَ آخِذًا صُورَةُ إِنْسَانٍ لِيَمُوتُ عَلَى آلصَّلِيبِ لِدَفْعِ ثَمَنُ خَطَايَا آلْعَالَمِ وَمِثْلُ آللهِ آلْآبُ فَقَدْ أُعْلِنَ نَفْسُهُ لِلْعَالَمِ آخِذًا صُورَةُ رَجُلٍ.
وَأَسْفَارُ آلْعَهْدِ آلْجَدِيدِ (مِنْ أَعْمَالُ آلرُّسُلِ إلَى سِفْرُ آلرُّؤْيَا) تَحْتَوِي عَلَى 900 إِشَارَةً إِلَى كَلِمَةِ " آللهُ " بِصِيغَةِ إِسْمٍ مُذَكَّرُ وَيُسْتَخْدِمُ آلْمُذَكَّرُ أَيْضًا فِي آللُّغَةِ آلْيُونَانِيَّةُ آلْأَصْلِيَّةُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى آللهِ.
وَفِي إِشَارَاتٍ عَدِيدَةٍ لِلهُ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ، نَجِدُ أَنَّهُ يُشَارُّ إِلَيهِ بِصِيغَةُ آلْمُذَكَّرِ (إسْمٌ، إِسْمٌ فَاعِلٌ)، وَفِي حِينَ أَنَّ آللهَ لَيْسَ رَجُلٌ، بَلْ رُوحٌ، فَقَدْ أَخْتَارَ آللهُ صُورَةَ رَجُلٍ لِيُعْلِنَ نَفْسُهُ لِلْعَالَمِ. وَأَيْضًا يَسُوعُ آلْمَسِيحِ آلَّذِي يُشَارُ إِلَيهِ دَائِمًا بِصِيغَةِ آلْمُذَكَّرِ أَخِذًا صُورَةُ رَجُلٍ حِينَ عَاشَ عَلَى آلْأَرْضِ. وَنَجِدُ أَيْضًا أَنَّ أَنْبِيَاءَ آلْعَهْدِ آلْقَدِيمِ وَرُسُلِ آلْعَهْدِ آلْجَدِيدِ قَدْ أَشَارُوا إلَى آللهِ وَيَسُوعُ آلْمَسِيحِ بِأَلْقَابٍ وَصِيغَةُ مُذَكَّرَةِ. وَقَدْ أَخْتَارَ آللهُ أَنْ يُعْلِنَ نَفْسُهُ كَإِنْسَانٍ لِيُسَهَّلُ عَلَى آلْبَشَرِ فَهْمَهُ وَاِسْتِيعَابَّ كَيْنُونَتِهِ. وَاِفْتِرَاضٌ أَنَّ آللهَ قَدْ أَخَذَ صُورَةَ إِمْرَأَةٍ هُوَ أَمْرٌ غَيْرُ كِتَابِي. وَلَكَانَ هُنَاكَ أَدِلَّةُ وَإِشَارَاتٍ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ لِذَلِكَ. وَبِآلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ آللهَ يَسْمَحُ لِلْبَشَرِ أَنْ يُدْرِكُوا كَيْنُونَتِهِ فَلاَ يَجِبُ عَلَى آلْبَشَرِ أَنْ يُحَاوِلُوا اِسْتِيعَابَ آللهِ بِصُورَةٍ كُلَّيَّةٍ فَآللهُ غَيْرَ مَحْدُودِ آلْقُدْرَةِ...
+آمِينَ+
***
م
بِآلتَّدْقِيقِ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ تَظْهَرُ لَنَا حَقِيقَتَانِ: آلْحَقِيقَةُ آلْأُولَى، أَنَّ آللهَ رُوحٌ، وَلَيْسَ لَهُ صِفَاتٍ أَوْ حُدُودُ بَشَرِيَّةُ. وَآلْحَقِيقَةُ آلثَّانِيَةُ، أَنَّ كُلُّ آلْأَدِلَّةِ تُشِيرُ أَنَّ آللهَ أَظْهَرَ نَفْسُهُ لِلْبَشَرِيَّةِ فِي صُورَةِ ذَكَرٌ. وَفِي آلْبِدَايَةِ، يَجِبُ عَلَينَا أَنْ نَفْهَمَ حَقِيقَةَ طَبِيعَةِ آللهِ. فَآللهُ شَخْصٌ، فَمِنْ آلْوَاضِحِ أَنَّ لَدَيهِ صِفَاتٌ شَخْصِيَّةٌ مِثْلُ آلْعَقْلِ وَآلْإِرَادَةَ وَآلذَّكَاءُ وَآلْعَوَاطِفُ. وَأَنَّ آللهَ يَتَوَاصَلُ مَعَ آلْبَشَرِ وَأَنَّ لَهُ عَلاَقَاتٍ مَعَهُمْ وَأَنَّ أَعْمَالَ آللهِ آلشَّخْصِيَّةِ وَاضِحَةً مِنْ خِلاَلِ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ.
وَكَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي (إِنْجِيلُ يُو24:4) (آللهُ رُوحٌ. وَآلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِآلرُّوحِ وَآلحَقَّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».). فَحَيْثُ أَنَّ آللهَ كَائِنٌ رُوحَانِيٌّ، فَآللهُ لَيْسَ لَدَيهِ صِفَاتُ جَسَدِيَّةُ. وَلَكِنْ فِي بَعْضُ آلْأَحْيَانِ نَرَى إِسْتِخْدَامُ تَعْبِيرَاتٍ لُغَوِيَّةٍ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ لِتُسَاعِدُ آلْإِنْسَانَ عَلَى فِهْمُ آللهِ. وَنَسَبُ آلصَّفَاتُ آلْبَشَرِيَّةُ عَلَى آللهِ يُدْعَى " آلتَّجْسِيمُ " (أَيْ آلْتَجَسُدُ). وَآلتَّجْسِيمُ هَوَ أَنَّ آللهَ (آلْكَائِنُ آلرُّوحِيُّ) يُعَبِرُ عَنْ طَبِيعَتِهِ لِلْبَشَرِ بِطَرِيقَةٍ جَسَدِيَّةٍ. وَحَيْثُ أَنَّ آلْإِنْسَانَ كَائِنٌ جَسَدِيٌّ، فَاِسْتِيعَابُ آلْإِنْسَانِ مَحْدُودًا لِمَا هُوَ جَسَدِي وَاِسْتِخْدَامَّ " آلتَّجْسِيمُ " فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يُسَاعِدُنَا عَلَى اِسْتِيعَابِ مَنْ هُوَ آللهُ.
وَتَأْتِي آلصُّعُوبَةُ فِي مُحَاوَلَةِ فَهْمُ حَقِيقَةٌ أَنَّ آلْإِنْسَانَ خُلِقَ عَلَى صُورَةِ آللهِ كَشَبَهَهُ. كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ27:26:1) (وَقَالَ آللهَ: «نَعْمَلُ آلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ آلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ آلسَّمَاءِ وَعَلَى آلْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلَّ آلْأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ آلدَّبَّابَاتِ آلَّتِي تَدِبُّ عَلَى آلْأَرْضِ». فَخَلَقَ آللهُ آلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ آللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.).
وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ آلرَّجُلُ وَآلْمَرْأَةُ قَدْ خُلِقُوا عَلَى صُورَةِ آللهِ، وَلِذَا فَأَنَّهُمْ أَسْمَى مِنْ جَمِيعِ آلْكَائِنَاتِ آلْأُخْرَى فَهُمْ مِثْلُ آللهُ لَهُمْ عَقْلٌ وَإِرَادَةً وَذَكَاءُ وَعَوَاطِفُ وَمَقْدِرَةٌ أَخَلاَقِيَّةٌ. وَنَجِدُ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ عَنِ آلْحَيَوَانَاتِ فَلَيْسَ لِلْحَيَوَانَاتِ قُدْرَةً أَخْلاَقِيَّةً وَلاَ يُوجَدُ لَدَيهُمْ بُعْدٌ رُوحِيٌّ. فَعَنْدَمَا خَلَقَ آللهُ آلْإِنْسَانَ، خَلَقَهُ عَلَى شِبْهِهِ لِيَكُونُ لِلْإِنْسَانِ عَلاَقَةً مَعَ آللهِ وَهُوَ آلْمَخْلُوقُ آلْوَحِيدُ آلَّذِي صُنِعَ لِهَذَا آلْغَرَضُ. وَكَوْنُ أَنَّ آلرَّجُلُ وَآلْمَرْأَةُ قَدْ خُلِقُوا عَلَى صُورَةِ آللهِ لاَ يَعْنِي أَنَّهُمْ صُورَةَ فُوتُوغْرَافِيَّةٍ مُصَغَّرَةٍ مِنَ آللهِ. فَكَوْنَّهُمْ عَلَى صُورَةِ آللهِ لَيْسَ لَهُ عَلاَقَةً بِآلصَّفَاتِ آلْجَسَدِيَّةِ.
وَنَعْلَمُ أَنَّ آللهَ رُوحٌ وَلَيْسَ لَهُ صِفَاتٌ جَسَدِيَّةٌ. وَلَكِنَّ هَذَا لاَ يُحِدُّ مِنْ كَيْفِيَّةِ اِخْتِيَارِ آللهِ بِأَنْ يُظْهِرَ نَفْسُهُ لِلْبَشَرِ. وَآلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي كُلُّ مَا أَعْلَنَهُ آللهُ لِلْبَشَرِ عَنْ نَفْسِهِ وَهَذَا هُوَ مَصْدَرُ مَعْلُومَاتِنَا آلْوَحِيدِ عَنِ آللهِ. وَبِآلنَّظَرِ فِيمَا يَخْبِرُنَا آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ، فَهُنَاكَ بَعْضُ آلْمُلاَحَظَاتِ كَآلتَّالِي:
كَبِدَايَةٍ، آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي عَلَى حَوَالِي 170 إِشَارَةُ إِلَى آللهِ " آلْآبُ ". وَبِطَبِيعَةِ آلْحَالِ يَجِبُ أَنْ يَكُونُ آلْفَرْدُ ذَكَرًا لِيُصْبِحُ أَبًا. فَإِنْ كَانَ أَخْتَارَ آللهُ أَنْ يُظْهِرَ نَفْسُهُ آخِذًا صُورَةَ إِمْرَأَةٍ لَكَانَتْ هَذِهِ آلْإِشَارَاتُ تَتَحَدَّثُ عَنْ " آلْأُمُّ ". وَنَجِدُ فِي آلْعَهْدَيْنِ آلْقَدِيمِ وَآلْجَدِيدِ أَنَّ آلْإِشَارَةَ لِلهِ دَائِمًا تَأْتِي بِصِيغَةِ آلْمُذَكَّرِ.
يَسُوعُ آلْمَسِيحِ نَفْسُهُ أَشَارَ إِلَى آللهِ كَآلْآبُ عِدَّةُ مَرَّاتٍ، وَاِسْتُخْدِمَ تَعْبِيرَاتٌ مِثْلُ هُوَ لِلْإِشَارَةِ إِلَى آللهِ أَيْضًا. وَفِي آلْأَنَاجِيلِ آلْأَرْبَعَةَ وَحْدُهَا نَجِدُ أَنَّ آلْمَسِيحَ قَدْ أَسْتَخْدَمَّ كَلِمَةُ " آلْآبُ " لِلْإِشَارَةِ لِلهُ مُا يُقَارِبُ مِنْ 160 مَرَّةً. وَآلْجَدِيرُ بِآلذَّكْرِ مَا هُوَ مُدَوَّنٌ فِي (إِنْجِيلُ يُو30:10) حَيْثُ يَقُولُ: (أَنَا وَآلْآبُ وَاحِدٌ».). وَمِنَ آلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ آلْمَسِيحِ جَاءَ آخِذًا صُورَةُ إِنْسَانٍ لِيَمُوتُ عَلَى آلصَّلِيبِ لِدَفْعِ ثَمَنُ خَطَايَا آلْعَالَمِ وَمِثْلُ آللهِ آلْآبُ فَقَدْ أُعْلِنَ نَفْسُهُ لِلْعَالَمِ آخِذًا صُورَةُ رَجُلٍ.
وَأَسْفَارُ آلْعَهْدِ آلْجَدِيدِ (مِنْ أَعْمَالُ آلرُّسُلِ إلَى سِفْرُ آلرُّؤْيَا) تَحْتَوِي عَلَى 900 إِشَارَةً إِلَى كَلِمَةِ " آللهُ " بِصِيغَةِ إِسْمٍ مُذَكَّرُ وَيُسْتَخْدِمُ آلْمُذَكَّرُ أَيْضًا فِي آللُّغَةِ آلْيُونَانِيَّةُ آلْأَصْلِيَّةُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى آللهِ.
وَفِي إِشَارَاتٍ عَدِيدَةٍ لِلهُ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ، نَجِدُ أَنَّهُ يُشَارُّ إِلَيهِ بِصِيغَةُ آلْمُذَكَّرِ (إسْمٌ، إِسْمٌ فَاعِلٌ)، وَفِي حِينَ أَنَّ آللهَ لَيْسَ رَجُلٌ، بَلْ رُوحٌ، فَقَدْ أَخْتَارَ آللهُ صُورَةَ رَجُلٍ لِيُعْلِنَ نَفْسُهُ لِلْعَالَمِ. وَأَيْضًا يَسُوعُ آلْمَسِيحِ آلَّذِي يُشَارُ إِلَيهِ دَائِمًا بِصِيغَةِ آلْمُذَكَّرِ أَخِذًا صُورَةُ رَجُلٍ حِينَ عَاشَ عَلَى آلْأَرْضِ. وَنَجِدُ أَيْضًا أَنَّ أَنْبِيَاءَ آلْعَهْدِ آلْقَدِيمِ وَرُسُلِ آلْعَهْدِ آلْجَدِيدِ قَدْ أَشَارُوا إلَى آللهِ وَيَسُوعُ آلْمَسِيحِ بِأَلْقَابٍ وَصِيغَةُ مُذَكَّرَةِ. وَقَدْ أَخْتَارَ آللهُ أَنْ يُعْلِنَ نَفْسُهُ كَإِنْسَانٍ لِيُسَهَّلُ عَلَى آلْبَشَرِ فَهْمَهُ وَاِسْتِيعَابَّ كَيْنُونَتِهِ. وَاِفْتِرَاضٌ أَنَّ آللهَ قَدْ أَخَذَ صُورَةَ إِمْرَأَةٍ هُوَ أَمْرٌ غَيْرُ كِتَابِي. وَلَكَانَ هُنَاكَ أَدِلَّةُ وَإِشَارَاتٍ فِي آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ لِذَلِكَ. وَبِآلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ آللهَ يَسْمَحُ لِلْبَشَرِ أَنْ يُدْرِكُوا كَيْنُونَتِهِ فَلاَ يَجِبُ عَلَى آلْبَشَرِ أَنْ يُحَاوِلُوا اِسْتِيعَابَ آللهِ بِصُورَةٍ كُلَّيَّةٍ فَآللهُ غَيْرَ مَحْدُودِ آلْقُدْرَةِ...
+آمِينَ+
***
م
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى