- ashurمدير موقع مفارقات
- عدد المساهمات : 413
آللَّعْنَةُ لَمْ تُصِبْ آدَمَ وَحَوَّاءَ لِسَبَبَيْنِ:
الإثنين أكتوبر 30, 2017 9:26 pm
آللَّعْنَةُ لَمْ تُصِبْ آدَمَ وَحَوَّاءَ لِسَبَبَيْنِ:
أَوَّلاً: لِأَنَّ آللهَ كَانَ قَدْ بَارَكَهُمَا قَبلاً كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ28:1) (وَبَارَكَهُمُ آللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَآكْثُرُوا وَآمْلَأُوا آلْأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ آلْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ آلسَّمَاءِ وَعَلَى كُلَّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى آلْأَرْضِ».). وَهِبَّاتُ آللهِ بِلاَ نَدَامَةُ كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (رُو29:11) (لِأَنَّ هِبَاتِ آللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ.)، وَلاَ يَرْجِعْ فِيهَا مَهْمَا حَدَثَ. إِنَّهَا لاَ تَتَوَقَّفُ عَلَى أَمَانَتِنَا، بِقَدْرِ مَا تَتَوَقَّفُ عَلَى جُودِهِ هُوَ وَكَرَمِهُ.
ثَانِيًا: أَنَّهُ لَوْ لَعَنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ، لَكَانَتْ آللَّعْنَةُ قَدْ أَصَابَتْ آلْجِنْسُ آلْبَشَرِيُّ كُلُّهُ، آلْمَوْجُودُ فِي صِلْبِهُمَا، كَمَا لَعَنْ فِيمَا بَعْدَ كَنْعَانٍ فَلَعَنْ كُلُّ نَسْلِهِ وَلاَ يُمْكِنْ أَنْ يَلْعَنَ آلْجِنْسُ آلْبَشَرِيُّ كُلُّه، وَمِنْهُ سَيَأْتِي أَنبِيَاءٌ وَأَبْرَارٌ يُبَارِكَهُمْ آلرَّبُّ وَيَكُونُونَ بَرَكَةً. بَلْ مِنْ نَسْلُ آدَمَ سَيَأْتِي آلسَّيَّدُ آلْمَسِيحُ -حَسْبَ آلْجَسَدِ-آلَّذِي سَيَسْحَقُ رَأْسُ آلْحَيَّةِ، كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ18:22) وَبِهِ " تَتَبَارَكُ فِيهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ آلْأَرْضِ ".
* وَلَكِنَّ آللَّعْنَةَ أَصَابَتْ آلْحَيَّةُ آلَّتِي أَغَرَّتْ حَوَّاءُ بِأَكْلِ آلثَّمَرَةِ. كَذَلِكَ أَصَابَتْ آللَّعْنَةُ آلْأَرْضَ آلَّتِي تُخْرِجُ ثَمَرًا لِلْأَكْلِ:
1. كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ15:14:3) (فَقَالَ آلرَّبُّ آلْإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لِأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ آلْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ آلْبَرَّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ آلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. وَهُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».). وَنُلاَحِظ أَنَّ لَعْنَةَ آلْحَيَّةِ، كَانَتْ تَحْمِلُ عُقُوبَةٌ ضِمْنِيَّةٍ لِلْإِنْسَانِ.
2. أَصْبَحَتْ هُنَاكَ عَدَاوَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آلْحَيَّةِ، وَلَمْ تُوجِدُ مِنْ قَبْلٍ أَيَّةُ عَدَاوَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ آلْخَلِيقَةِ كُلُّهَا. كَمَا أَنَّ سُلْطَانَهُ عَلَى آلْحَيَوَانِ قَدْ إِهْتَزَّ، فَصَارَتْ آلْحَيَّةُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْحَقَ عَقِبَهُ، وَتُؤْذِيَهُ! وَهُوَ آلَّذِي كَانَ مَلِكًا مُسَلِطًا عَلَى كُلُّ أَنْوَاعِ آلْخَلِيقَةِ. وَهَكَذَا ضَاعَ جُزْءٌ مِنْ هَيْبَتِهِ وَمِنْ سُلْطَتِهِ.
عَلَى أَنَّ سُلْطَانَ آلْحَيَّةِ قَدْ إِهْتُزَّ عِنْدَمَا أَعْطَانَا آلسَّيَّدُ آلْمَسِيحُ سُلْطَانًا أَنْ نَدُوسَ آلْحَيَّاتِ وَآلْعَقَارِبَ وَكُلُّ قُوَّةِ آلْعَدُوَّ. وَانْتَهَى حِينَمَّا سُحِقَ آلْمَسِيحُ رَأْسُ آلْحَيَّةِ. وَعِبَارَةُ " وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. " فِيهَا تَعْرِيضً بِآلْإِنْسَانِ آلَّذِي قَالَ لَهُ آلرَّبُّ فِي نَفْسُ آلْمُنَاسَبَةِ، إِذْ يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ19:3) (بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى آلْأَرْضِ آلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».).
آلْإِنْسَانُ آلبَارُّ، هُوَ صُورَةُ آللهِ وِمِثَالَهُ، أَمَّا آلْإِنْسَانُ آلْخَاطِئُ فَهُوَ تُرَابُ. وَكَتُرَابِ يَصِيرُ طَعَامًا لِلْحَيَّةِ، لِأَنَّهَا تَأْكُلُّ تُرَابًا كُلُّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا. هَذَا هُوَ آلْمَعْنىَّ آلرَّمْزِيُّ كَمَا تَأَمَّلَهُ أَغَسْطِينُوسَ.
وَفِي دَاخِلُ هَذِهِ آلْعُقُوبَةِ آلَّتِي أَوْقَعَهَا آللهُ عَلَى آلْحَيَّةِ، وَضِمْنًا عَلَى آلْإِنْسَانِ، كَانَ يُوجَدُ آلْوَعْدُ بِآلْخَلاَصِ.
وَعَدَ بِأَنَّ نَسْلَ آلْمَرْأَةِ سَيَسْحَقُ رَأْسُ آلْحَيَّةِ. وَهَذِهِ كَانَتْ أَوَّلُ نُبُوءَةٍ عَنْ مَجِيءِ آلسَّيَّدِ آلْمَسِيحِ لِخَلاَصِنَا
وَيُظْهِرُ لَنَا هَذَا آلْوَعْدُ حَنْوُ آللهِ عَلَى آلْخُطَاةِ، وَيَزِيدُهُ عُمْقًا أَنَّهُ وَعَدَ بِآلْخَلاَصِ، وَعَدَ بِهِ آللهُ فِيمَا هُوَ يُعَاقِبُ وَيَقْتَصَّ مِنَ آلْخَطِيَّةِ. حَقًا إِنَّ عَدْلَهُ مَمْلُوءِ رَحْمَةٍ، وَأَنَّهُ رَحِيمٌ فِي عَدْلِهِ، وَصِفَاتِهِ لاَ تَنْفَصِلُ عَنْ بَعْضُهَا آلْبَعْضَ.
إِنَّ آللهَ لَمْ يَلْعَنْ آلْإِنْسَانُ، وَلَكِنَّهُ لَعَنْ آلْحَيَّةَ آلَّتِي أَغْوَتْ آلْإِنْسَانُ، كَانَتْ فِي لَعْنَتِهَا، عُقُوبَةٌ ضِمْنِيَّةٌ لِلْإِنْسَانِ. كَذَلِكَ لَعَنْ آللهُ آلْأَرْضَ آلَّتِي يَعِيشُ عَلَيهَا آلْإِنْسَانَ.
* وَفِي آللَّعْنَةِ آلَّتِي أَصَابَتْ آلْأَرْضَ، كَانَتْ تُوجَدُ أَيْضًا عُقُوبَةٌ ضِمْنِيَّةٌ مُوَقَّعَةٌ عَلَى آلْإِنْسَانِ نَفْسُه:
كَانَتْ لَعْنَةُ آلْأَرْضِ ضِمْنَ آلْعُقُوبَةِ آلَّتِي أَوْقَعَهَا آللهُ عَلَى آلْإِنْسَانِ، إِذْ قَالَ لَهُ، كَمَا فِي (تَكْ19:17:3) أَيْ لِآدَمَ («لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ آمْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ آلشَّجَرَةِ آلَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ آلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِآلتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ آلْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى آلْأَرْضِ آلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».).
بِهَذِهِ آللَّعْنَةُ بَدَأْتِ آلْأَرْضَ تَتَمَرَّدُ عَلَى آلْإِنْسَانِ، كَمَا أَصْبَحَتْ آلْحَيَوَانَاتُ تَتَمَرَّدُ عَلَيهِ، مُمَثَّلَةً فِي آلْحَيَّةِ، هَكَذَا فَقَدَ آلْإِنْسَانَ هَيْبَتَهُ، فِيمَا كَانَتْ تَعُدُهُ آلْحَيَّةَ بِآلْإِلُوهِيَّةِ!!
أَوَّلَ تَمَرُدٍ لِلْأَرْضِ، يَكْمُنُ فِي عِبَارَةِ " بِآلتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. ". آلْأَرْضُ آلْمُبَارَكَةُ، لاَ يَتْعَبْ فِيهَا آلْإِنْسَانَ. أَمَّا آلْأَرْضُ آلْمَلْعُونَةُ فَتُتْعِبُهُ. كَانَ آدَمُ قَبْلَ آلْخَطِيَّةِ يَعْمَلُ فِي آلْجَنَّةِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَمَلاً مُرِيحًا، وَلَمْ يَذْكُرُ آلْكِتَابَ مُطْلَقًا إِنَّهُ كَانَ يَتْعَبُ فِي عَمَلِهِ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ يَتْعَبُ لِيَحْصُلَ مِنَ آلْأَرْضِ عَلَى أَكْلِهِ.
هَذِهِ آللَّعْنَةُ نَجِدُهَا وَاضِحَةً فِي قَوْلِ آلرَّبَّ لِقَايِينُ، لِأَنَّهُ أَوَّلَ إِنْسَانٍ لَعَنَهُ آللهُ، كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ فِي (تَكْ12:4) إِذْ قَالَ: (مَتَى عَمِلْتَ آلْأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي آلْأَرْضِ».).
وَتَمَرُّدُ آلْأَرْضِ يَظْهَرُ أَيْضًا فِي عِبَارَةِ " وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ،". لِأَوَّلَ مَرَّةٍ نَسْمَعُ عَنِ آلشَّوْكِ وَآلْحَسَكِ، إِذْ لَمْ يُرِدْ لَهُمَا ذِكْرُ مِنْ قَبْلِ فِي نَبَاتَاتِ آلْأَرْضِ وَحِينَمَا نَظَرَ آللهَ إِلَى كُلُّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًا: إِنَّ آلْأَرْضَ آلْعَطْشَانَةَ، وَآلْمَحْرُومَةُ مِنْ بَرَكَةِ آللهِ وَخَيْرَهُ، يُمْكِنُ أَنْ تُنْتِجَ شَوْكًا وَحَسَكًا وَهِيَ تُحْرَّمَ مِنْ بَرَكَةِ آللهِ وَخَيْرَهُ، بِسَبَبِ خَطِيَّةِ آلْإِنْسَانِ. لِذَلِكَ قَالَ لَهُ آللهُ " مَلْعُونَةٌ آلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ.".
إِنَّ آلْإِنْسَانَ آلبَارَّ، بِهِ تَتَبَارَكَ آلْأَرْضَ، وَآلْإِنْسَانُ آلْخَاطِئُ بِسَبَبِهِ تُلْعَنُ الأرض، كَمَا وَرَدَّ فِي (تَثْ28: بَرَكَاتُ آلطَّاعَةِ).
يَقُولُ آلرَّبُّ لِمَنْ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، كَمَا فِي (تَثْ4:3:28) (مُبَارِكًا تَكُونُ فِي آلْمَدِينَةِ، وَمُبَارِكًا تَكُونُ فِي آلْحَقْلِ. وَمُبَارَكَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ وَثَمَرَةُ بَهَائِمِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ.). وَبِعَكْسِ ذَلِكَ يَقُولُ آلرَّبُّ لِمَنْ لاَ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ، كَمَا فِي (تَثْ18:16:28) (مَلْعُونًا تَكُونُ فِي آلْمَدِينَةِ وَمَلْعُونًا تَكُونُ فِي آلْحَقْلِ. مَلْعُونَةً تَكُونُ سَلَّتُكَ وَمِعْجَنُكَ. مَلْعُونَةً تَكُونُ ثَمَرَةُ بَطْنِكَ وَثَمَرَةُ أَرْضِكَ، نِتَاجُ بَقَرِكَ وَإِنَاثُ غَنَمِكَ.). لَمَّا لُعِنَتْ آلْأَرْضُ، قَلَّ خَيْرُهَا، وَأَصْبَحَتْ تُنْتِجَ شَوْكًا وَحَسَكًا.
وَجَاءَ آلْمَسِيحُ آلَّذِي حَمَلَ خَطَايَانَا عَلَى آلصَّلِيبِ، فَحَمَلَ أَيْضًا عَلَى جَبِينِهِ آلشَّوْكِ وَآلحَسَّكِ آلْلَّذَيْنِ أَنْتَجَتْهُمَا خَطِيَّةَ آلْإِنْسَانِ...
+آمِينَ+
***
***
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى