- ashurمدير موقع مفارقات
- عدد المساهمات : 413
مَا هُوَ سَبَبُ سُقُوطِ آلشَّيْطَانِ فِي آلْكِتَابِ آلْمُقَدَّسِ؟
الثلاثاء أكتوبر 31, 2017 8:02 pm
مَا هُوَ سَبَبُ سُقُوطِ آلشَّيْطَانِ فِي آلْكِتَابِ آلْمُقَدَّسِ؟
إنَّ لِطَبِيعَةِ آلْمَلاَئِكَةِ خَصَائِصَ صِفَاتٍ خَلَقَهَا آللهُ عَلَيهَا لِكَيْ تَحْيَا بِهَا. فَقَدْ خَلَقَهَا آللهُ عَاقِلَةُ حُرَّةٍ.... بِهَا آلْعَقْلُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفَكَّرُ، وَبِهَذِهِ آلْحُرَّيَّةِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَفْعَلَ مَا تُرِيدُهُ. وَكَمَا أَنَّ لِلْبَشَرِ نَامُوسٌ لِطَبِيعَتِهُمْ هَكَذَا أَيْضًا لِلْمَلاَئِكَةِ نَامُوسٌ لِطَبِيعَتِهُمْ... وَإِنْ كَانَ آللهُ قَدْ خَلَقَ آلْمَلاَئِكَةُ بِقُدْرَاتٍ تَفُوقُ قُدْرَاتِ آلْإِنْسَانِ فَإِنَّ نَامُوسَهُمْ أَيْضًا يَفُوقُ نَامُوسَ آلْإِنْسَانِ، لِذَلِكَ فَإِنَّ سُقُوطُهُمْ يَكُونُ أَخْطَرُ مِنْ سُقُوطِ آلْإِنْسَانِ... لِأَنَّ جِسْمُ آلْإِنْسَانِ مَادَّي يُعَوَّقُهُ عَنِ آلْإِنْطِلاَقِ وَآلتَّحَرُّكُ آلْكَثِيرُ، أَمَّا أَجْسَادُ آلْمَلاَئِكَةِ فَهِيَ غَيْرُ مَادَّيَّةٍ وَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَحَرَّكَ بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ....
وَهَكَذَا أَيْضًا أُعْطيَتِ آلْمَلاَئِكَةَ مَعْرِفَةٌ وَحِكْمَةٌ أَكْثَرُ مِنَ آلْبَشَرِ لِذَلِكَ فَهُمْ يَعْرِفُونَ آللهَ، أَكْثَرُ مِنَ آلْبَشَرِ لِأَنَّهُمْ وَاقِفِينَ أَمَامَ عَرْشِهِ آلْإِلَهِيِ... يُسَبَّحُونَ آللهَ، لَيْلاً وَنَهَارًا، وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ عَرْشِهِ آلْمُقَدَّسِ إِلَى أَبَدِ آلْآبَدِينَ.
إنَّ لِطَبِيعَةِ آلْمَلاَئِكَةِ خَصَائِصَ صِفَاتٍ خَلَقَهَا آللهُ عَلَيهَا لِكَيْ تَحْيَا بِهَا. فَقَدْ خَلَقَهَا آللهُ عَاقِلَةُ حُرَّةٍ.... بِهَا آلْعَقْلُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفَكَّرُ، وَبِهَذِهِ آلْحُرَّيَّةِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَفْعَلَ مَا تُرِيدُهُ. وَكَمَا أَنَّ لِلْبَشَرِ نَامُوسٌ لِطَبِيعَتِهُمْ هَكَذَا أَيْضًا لِلْمَلاَئِكَةِ نَامُوسٌ لِطَبِيعَتِهُمْ... وَإِنْ كَانَ آللهُ قَدْ خَلَقَ آلْمَلاَئِكَةُ بِقُدْرَاتٍ تَفُوقُ قُدْرَاتِ آلْإِنْسَانِ فَإِنَّ نَامُوسَهُمْ أَيْضًا يَفُوقُ نَامُوسَ آلْإِنْسَانِ، لِذَلِكَ فَإِنَّ سُقُوطُهُمْ يَكُونُ أَخْطَرُ مِنْ سُقُوطِ آلْإِنْسَانِ... لِأَنَّ جِسْمُ آلْإِنْسَانِ مَادَّي يُعَوَّقُهُ عَنِ آلْإِنْطِلاَقِ وَآلتَّحَرُّكُ آلْكَثِيرُ، أَمَّا أَجْسَادُ آلْمَلاَئِكَةِ فَهِيَ غَيْرُ مَادَّيَّةٍ وَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَحَرَّكَ بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ....
وَهَكَذَا أَيْضًا أُعْطيَتِ آلْمَلاَئِكَةَ مَعْرِفَةٌ وَحِكْمَةٌ أَكْثَرُ مِنَ آلْبَشَرِ لِذَلِكَ فَهُمْ يَعْرِفُونَ آللهَ، أَكْثَرُ مِنَ آلْبَشَرِ لِأَنَّهُمْ وَاقِفِينَ أَمَامَ عَرْشِهِ آلْإِلَهِيِ... يُسَبَّحُونَ آللهَ، لَيْلاً وَنَهَارًا، وَيَسْجُدُونَ أَمَامَ عَرْشِهِ آلْمُقَدَّسِ إِلَى أَبَدِ آلْآبَدِينَ.
كَيْفَ سَقَطَ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ؟
وَآلْآنَ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنُنَا هَذَا آلسُّؤَالُ آلْهَامُّ... إِنَّ كَانَ آللهُ قَدْ أَعْطَي قُدْرَاتٍ كَثِيرَةٍ وَعَظِيمَةٍ لِلْمَلاَئِكَةِ فَلِمَاذَا سَقَطُوا؟! وَإِنْ كَانَ آللهُ لَمْ يَخْلُقْ آلشَّرَّ، فَمِنْ أَيْنَ أَتَى إِلَيهُمْ؟!
هَذَا آلسُّؤَالُ آلْهَامُّ لَيْسَ هُوَ مَجَالُ بَحْثِنَا، وَلَكِنْ سَنَتَعَرَّضُ لِلْإِجَابَةِ عَلَيهِ بِاِخْتِصَارٍ شَدِيدٍ...
نَقُولُ أَوَلاً كَيْفَ دَخَلَتِ آلْخَطِيَّةَ إِلَى آلْعَالَمِ... لَيْسَ عَالَمُ آلْأَرْضِ فَقَطُّ، بَلْ عَالَمُ آلسَّمَاءِ؟
آلْخَطَأُ وَآلْخَطِيَّةَ:
مَا هِيَ آلْخَطِيَّةَ؟ وَمَا هُوَ آلْخَطَأُ؟
كَبِدَايَةٍ لِلْإِجَابَةِ يَجِبُ أَنْ نَعْرُفَ مَا هُوَ آلْخَطَأُ؟
آلْخَطَأُ هُوَ مَا حَادٌ عَنِ آلصَّوَابِ، وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ آلْخَطِيئَةُ، فَآلْخَطِيئَةُ هِيَ آلْخَطَأُ ضِدُّ آللهِ وَضِدُّ وَصَايَاهِ.
وَعَنْدَمَا نَفْهَمُ هَذَا آلتَّعْرِيفُ آلْبَسِيطُ عَنِ آلْخَطَأَ وَآلْخَطِيئَةُ نَلْمِسُ طَرِيقَ سُقُوطِ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ.
فَآلْمَلاَئِكَةُ كَائِنَاتُ حُرَّةٍ وَعَاقِلَةٍ، وَلَهَا أَنْ تُفَكَّرَ فِي آلصَّوَابِ أَوْ فِي آلْخَطَأُ، وَهِيَ حُرَّةٌ فِيمَا تُرِيدُ وَفِيمَا تَفْعَلُ، وَآللهُ أَعْطَاهَا هَذِهِ آلْحُرَّيَّةَ بِإِرَادَتِهِ وَأَوْصَاهَا بِآلصَّوَابِ، كَمَا أَوْصَى آلْإِنْسَانَ.
وَلَكِنَّ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ وَعَلَى رَأْسِهُمْ سَطَانَائِيلُ (آلشَّيْطَانُ) اِنْحَرَفَ بِفِكْرِهِ إِلَى غَيْرَ آلصَّوَابِ أَيْ إِلَى آلْخَطَأُ، بِأَنَّ أَرَادَ أَنْ يُسَاوِيَ نَفْسُهُ بِآلْخَالِقِ. وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ وَغَيْرِ مَعْقُولٍ وَعَيْنُ آلْخَطَأَ نَفْسُهُ. فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقُولَ إِنَّ آلْخَالِقَ يَكُونُ مُسَاوِيًا لِلْمَخْلُوقِ؟ وَإِنْ كَانَ مُسَاوِيًا لَهُ فَكَيْفَ يَكُونُ آلْخَالِقُ إِذَنْ؟
فَمَعْرُوفٌ عَنْ صِفَاتِ آلْخَالِقِ أَنَّهُ لاَ يُسَاوِيَهُ أَحَدٌ، وَلاَ يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ.... بَلْ هُوَ وَحِيدٌ فِي قُدْرَتِهِ وَوَحِيدٌ فِي عَظَمَتِهِ....
وَإِذَا أَخَذْنَا مَثَلاً فِي ذَلِكَ مَعَ آلْفَارِقِ نَجِدُ أَنَّ آلْمَخْلُوقَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَاوِيَ آلْخَالِقُ بِأَيْ حَالٍ مِنَ آلْأَحْوَالِ.
فَإِذَا اِفْتَرَضْنَا مَثَلاً أَنَّ إِنْسَانًا اِخْتُرِعَ آلَةٌ مِيكَانِيكِيَّةٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُدِيرَهَا كَمَا يَشَاءُ بِآلتَّيَّارِ آلْكَهْرَبَائِيَّ، وَيُوقِفُهَا إِنْ فَصَلَ عَنْهَا هَذَا آلتَّيَّارُ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ هَذِهِ آلْآلَةُ أَنْ تَعْمَلَ بِمُفْرَدِهَا بِدُونَ هَذَا آلتَّيَّارُ؟
هَكَذَا آلْإِنْسَانُ آلْمَخْلُوقُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيشَ أَوْ يَتَحَرَّكُ أَوْ يَعْمَلُ بِدُونِ رُوحَ آللهِ آلَّتِي فِيهِ، فَإِنْ خَرَجَتْ آلرُّوحُ يُصْبِحُ مَيْتًا بَلْ وَيُصْبِحُ كَآلْأَلَةِ آلَّتِي لاَ تَعْمَلْ....
هَكَذَا آلْمَلاَكُ مَخْلُوقٌ وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِدُونِ آلْقُوَّةِ آلَّتِي مَنَحَهَا لَهُ آللهُ عِنْدَ خِلْقَتِهِ وَأَوْدَّعَهَا فِيهِ....
وَلَكِنَّ آلشَّيْطَانَ اِنْحَرَفَ عَنْ قُدْرَاتِ طَبِيعَتِهِ، وَأَرَادَّ أَنْ يُضِيفَ قُدْرَاتُ آللهِ إِلَيْهِ وَأَرَادَّ أَنْ يَكُونُ مِثْلُ آللهِ، وَبِآلتَّالِي أَخْطَأَ وَسَقَطَ عَنْ رُتْبَتِهِ....
أَعْتَقِدُ أَنَّ مَجْدَهُ ذَاتِيًّ، وَلَيْسَ مُكْتَسَبًا مِنَ آللهِ، فَدَخَلَهُ آلْمَجْدُ آلْبَاطِلُ وَأَرَادَّ أَنْ يَصِيرَّ مِثْلُ آللهِ. وَحِزْقِيَالُ آلنَّبِيُّ يُحَدِثُنَا بِكُلُّ تَفْصِيلٍ ذَلِكَ كَمَا فِي (حِزْ17:12:28) فَيَقُولُ: "هَكَذَا قَالَ آلسَّيَّدُ آلرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ آلْكَمَالِ، وَمَلْآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ آلْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ آللهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ آلفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. أَنْتَ آلْكَرُوبُ آلْمُنْبَسِطُ آلْمُظَلَّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ آللهِ آلْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ آلنَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلَأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ آللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا آلْكَرُوبُ آلْمُظَلَّلُ مِنْ بَيْنَ حِجَارَةِ آلنَّارِ. قَدِ آرْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لِأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى آلْأَرْضِ، وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ آلْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ.".
وَيُؤَكَّدُ هَذَا آلْكَلاَمُ إِشْعِيَاءَ آلنَّبِيَّ كَمَا فِي (إِشَ15:12:14) فَيَقُولُ: (كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ آلسَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ آلصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى آلْأَرْضِ يَا قَاهِرَ آلْأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى آلسَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيَّ فَوْقَ كَوَاكِبِ آللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ آلآجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي آلشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ آلسَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ آلْعَلِيَّ. لَكِنَّكَ آنْحَدَرْتَ إِلَى آلْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ آلْجُبَّ.".
فَسَقَطَ آلشَّيْطَانُ وَأَغْوَى مَعَهُ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ مِنَ آلرُّتَبِ آلسَّمَائِيَّةُ آلْمُخْتَلِفَةُ سَقَطَتْ مَعَهُ.
وَمُنْذُ هَذِهِ آللَّحْظَةِ سُمَّيَ آلْمُعَانِدُ أَوْ آلْمُقَاوِمَ للهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَرْجَعْ عَنْ سَقْطَتِهِ وَلَمْ يَشْعُرْ بِخَطَئِهِ وَلَمْ يَطْلُبْ آلتَّوْبَّةُ إِلَى آللهِ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا.
وَيَقُولُ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ كَمَا فِي (رُؤْ9:7:12) (وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي آلسَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا آلتَّنَّينَ، وَحَارَبَ آلتَّنَّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي آلسَّمَاءِ. فَطُرِحَ آلتَّنَّينُ آلْعَظِيمُ، آلْحَيَّةُ آلْقَدِيمَةُ آلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وآلشَّيْطَانَ، آلَّذِي يُضِلُّ آلْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى آلْأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.).
وَبَعْدَ خِلْقَةُ آدَمِ تَقَدَّمَ إِبْلِيسَ (آلشَّيْطَانُ) لِكَيْ يُسْقِطُهُ، كَمَا سَقَطَ هُوَ أَيْضًا بِنَفْسُ آلْخَطِيَّةِ آلَّتِي أَخْطَأَ بِهَا، وَهِيَ خَطِيَّةُ عَدَمِ آلطَّاعَةِ للهِ وَرَغْبَتَهُ فِي أَنْ يَكُونُ كَآللهِ كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ فِي (تَكْ5:4:3) (فَقَالَتِ آلْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ آللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَآللهِ عَارِفَيْنِ آلْخَيْرَ وَآلشَّرَّ».).
وَسُقِطَتِ آلْمَرْأَةُ ثُمَّ أَغْوَتْ رَجُلُهَا فَسَقَطَ هُوَ أَيْضًا، ثُمَّ سَقَطَ آلْجِنْسُ آلْبَشَرِيُّ نَتِيجَةً لِذَلِكَ وَدَخَلَتِ آلْخَطِيَّةُ إِلَى آلْعَالَمِ إِذْ أَخْطَأَ آلْجَمِيعُ كَمَا يَقُولُ آلرَّسُولِ بُولُسَ فِي (رُو12:5) (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ آلْخَطِيَّةُ إِلَى آلْعَالَمِ، وَبِآلْخَطِيَّةِ آلْمَوْتُ، وَهَكَذَا آجْتَازَ آلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ آلنَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ آلْجَمِيعُ.).
لِذَلِكَ صَدَقَ قَوْلُ سِفْرُ آلرُّؤْيَا عَنْ حَرْبِ إِبْلِيسَ كَمَا فِي (رُؤْ12:12) "وَيْلٌ لِسَاكِنِي آلْأَرْضِ وَآلْبَحْرِ، لِأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً».).
وَآلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يَشْهَدُ أَنَّ هَذَا آلْمَلاَكُ آلسَّاقِطُ قَدْ أَغْوَى آلْجَمِيعَ وَحَاوَلَ إِسْقَاطُهُمْ بِشَتَّى آلطُّرُقِ وَآلْأَسَالِيبَ بِمَقَاصِدِهِ آلشَّرَّيرَةِ وَتَجَارِبُهُ آلْمُتَنَوَّعَةِ آللَّعِينَةِ. حَتَّى أَنَّهُ جَرِيءٌ وَتَقَدَّمَ لِكَيْ يُجَرَّبَ آلسَّيَّدُ آلْمَسِيحُ نَفْسُهُ كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ فِي (إِنْجِيلُ مَتَّ1:4) (ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى آلْبَرَّيَّةِ مِنَ آلرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.)، آلَّذِي كَشَفَهُ وَهَزَمَهُ وَكَسَرَ شَوْكَتِهِ.
لِذَلِكَ يَقُولُ آلْقِدَّيسُ بُطْرُسَ كَمَا فِي (2بُطْ4:2) "إِنْ كَانَ آللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا،". وَيُؤَيَّدُ هَذَا آلْكَلاَمُ آلْمُقَدَّسُ يَهُوذَا آلرَّسُولِ قَائِلاً كَمَا فِي (يَهُ6:6) (وَآلْمَلاَئِكَةُ آلَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ آلْيَوْمِ آلْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ آلظَّلاَمِ.).
وَقَدْ أَفْصَحَ رَبُّ آلْمَجْدِ نَفْسُهُ عَنْ مَصِيرِهُمْ وَمَصِيرُ كُلُّ آلْأَشرَّارِ آلَّذِينَ يَتَبِعُونَهُمْ قَائِلاً لَهُمْ كَمَا فِي (إِنْجِيلُ مَتَّ41:25) "آذْهَبُوا عَنَّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى آلنَّارِ آلْأَبَدِيَّةِ آلْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،" ...
+آمِينَ+
***
م
وَآلْآنَ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنُنَا هَذَا آلسُّؤَالُ آلْهَامُّ... إِنَّ كَانَ آللهُ قَدْ أَعْطَي قُدْرَاتٍ كَثِيرَةٍ وَعَظِيمَةٍ لِلْمَلاَئِكَةِ فَلِمَاذَا سَقَطُوا؟! وَإِنْ كَانَ آللهُ لَمْ يَخْلُقْ آلشَّرَّ، فَمِنْ أَيْنَ أَتَى إِلَيهُمْ؟!
هَذَا آلسُّؤَالُ آلْهَامُّ لَيْسَ هُوَ مَجَالُ بَحْثِنَا، وَلَكِنْ سَنَتَعَرَّضُ لِلْإِجَابَةِ عَلَيهِ بِاِخْتِصَارٍ شَدِيدٍ...
نَقُولُ أَوَلاً كَيْفَ دَخَلَتِ آلْخَطِيَّةَ إِلَى آلْعَالَمِ... لَيْسَ عَالَمُ آلْأَرْضِ فَقَطُّ، بَلْ عَالَمُ آلسَّمَاءِ؟
آلْخَطَأُ وَآلْخَطِيَّةَ:
مَا هِيَ آلْخَطِيَّةَ؟ وَمَا هُوَ آلْخَطَأُ؟
كَبِدَايَةٍ لِلْإِجَابَةِ يَجِبُ أَنْ نَعْرُفَ مَا هُوَ آلْخَطَأُ؟
آلْخَطَأُ هُوَ مَا حَادٌ عَنِ آلصَّوَابِ، وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ آلْخَطِيئَةُ، فَآلْخَطِيئَةُ هِيَ آلْخَطَأُ ضِدُّ آللهِ وَضِدُّ وَصَايَاهِ.
وَعَنْدَمَا نَفْهَمُ هَذَا آلتَّعْرِيفُ آلْبَسِيطُ عَنِ آلْخَطَأَ وَآلْخَطِيئَةُ نَلْمِسُ طَرِيقَ سُقُوطِ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ.
فَآلْمَلاَئِكَةُ كَائِنَاتُ حُرَّةٍ وَعَاقِلَةٍ، وَلَهَا أَنْ تُفَكَّرَ فِي آلصَّوَابِ أَوْ فِي آلْخَطَأُ، وَهِيَ حُرَّةٌ فِيمَا تُرِيدُ وَفِيمَا تَفْعَلُ، وَآللهُ أَعْطَاهَا هَذِهِ آلْحُرَّيَّةَ بِإِرَادَتِهِ وَأَوْصَاهَا بِآلصَّوَابِ، كَمَا أَوْصَى آلْإِنْسَانَ.
وَلَكِنَّ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ وَعَلَى رَأْسِهُمْ سَطَانَائِيلُ (آلشَّيْطَانُ) اِنْحَرَفَ بِفِكْرِهِ إِلَى غَيْرَ آلصَّوَابِ أَيْ إِلَى آلْخَطَأُ، بِأَنَّ أَرَادَ أَنْ يُسَاوِيَ نَفْسُهُ بِآلْخَالِقِ. وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ وَغَيْرِ مَعْقُولٍ وَعَيْنُ آلْخَطَأَ نَفْسُهُ. فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقُولَ إِنَّ آلْخَالِقَ يَكُونُ مُسَاوِيًا لِلْمَخْلُوقِ؟ وَإِنْ كَانَ مُسَاوِيًا لَهُ فَكَيْفَ يَكُونُ آلْخَالِقُ إِذَنْ؟
فَمَعْرُوفٌ عَنْ صِفَاتِ آلْخَالِقِ أَنَّهُ لاَ يُسَاوِيَهُ أَحَدٌ، وَلاَ يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ.... بَلْ هُوَ وَحِيدٌ فِي قُدْرَتِهِ وَوَحِيدٌ فِي عَظَمَتِهِ....
وَإِذَا أَخَذْنَا مَثَلاً فِي ذَلِكَ مَعَ آلْفَارِقِ نَجِدُ أَنَّ آلْمَخْلُوقَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَاوِيَ آلْخَالِقُ بِأَيْ حَالٍ مِنَ آلْأَحْوَالِ.
فَإِذَا اِفْتَرَضْنَا مَثَلاً أَنَّ إِنْسَانًا اِخْتُرِعَ آلَةٌ مِيكَانِيكِيَّةٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُدِيرَهَا كَمَا يَشَاءُ بِآلتَّيَّارِ آلْكَهْرَبَائِيَّ، وَيُوقِفُهَا إِنْ فَصَلَ عَنْهَا هَذَا آلتَّيَّارُ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ هَذِهِ آلْآلَةُ أَنْ تَعْمَلَ بِمُفْرَدِهَا بِدُونَ هَذَا آلتَّيَّارُ؟
هَكَذَا آلْإِنْسَانُ آلْمَخْلُوقُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيشَ أَوْ يَتَحَرَّكُ أَوْ يَعْمَلُ بِدُونِ رُوحَ آللهِ آلَّتِي فِيهِ، فَإِنْ خَرَجَتْ آلرُّوحُ يُصْبِحُ مَيْتًا بَلْ وَيُصْبِحُ كَآلْأَلَةِ آلَّتِي لاَ تَعْمَلْ....
هَكَذَا آلْمَلاَكُ مَخْلُوقٌ وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِدُونِ آلْقُوَّةِ آلَّتِي مَنَحَهَا لَهُ آللهُ عِنْدَ خِلْقَتِهِ وَأَوْدَّعَهَا فِيهِ....
وَلَكِنَّ آلشَّيْطَانَ اِنْحَرَفَ عَنْ قُدْرَاتِ طَبِيعَتِهِ، وَأَرَادَّ أَنْ يُضِيفَ قُدْرَاتُ آللهِ إِلَيْهِ وَأَرَادَّ أَنْ يَكُونُ مِثْلُ آللهِ، وَبِآلتَّالِي أَخْطَأَ وَسَقَطَ عَنْ رُتْبَتِهِ....
أَعْتَقِدُ أَنَّ مَجْدَهُ ذَاتِيًّ، وَلَيْسَ مُكْتَسَبًا مِنَ آللهِ، فَدَخَلَهُ آلْمَجْدُ آلْبَاطِلُ وَأَرَادَّ أَنْ يَصِيرَّ مِثْلُ آللهِ. وَحِزْقِيَالُ آلنَّبِيُّ يُحَدِثُنَا بِكُلُّ تَفْصِيلٍ ذَلِكَ كَمَا فِي (حِزْ17:12:28) فَيَقُولُ: "هَكَذَا قَالَ آلسَّيَّدُ آلرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ آلْكَمَالِ، وَمَلْآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ آلْجَمَالِ. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ آللهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ آلفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. أَنْتَ آلْكَرُوبُ آلْمُنْبَسِطُ آلْمُظَلَّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ آللهِ آلْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ آلنَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلَأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ آللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا آلْكَرُوبُ آلْمُظَلَّلُ مِنْ بَيْنَ حِجَارَةِ آلنَّارِ. قَدِ آرْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لِأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى آلْأَرْضِ، وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ آلْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ.".
وَيُؤَكَّدُ هَذَا آلْكَلاَمُ إِشْعِيَاءَ آلنَّبِيَّ كَمَا فِي (إِشَ15:12:14) فَيَقُولُ: (كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ آلسَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ آلصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى آلْأَرْضِ يَا قَاهِرَ آلْأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى آلسَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيَّ فَوْقَ كَوَاكِبِ آللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ آلآجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي آلشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ آلسَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ آلْعَلِيَّ. لَكِنَّكَ آنْحَدَرْتَ إِلَى آلْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ آلْجُبَّ.".
فَسَقَطَ آلشَّيْطَانُ وَأَغْوَى مَعَهُ بَعْضُ آلْمَلاَئِكَةِ مِنَ آلرُّتَبِ آلسَّمَائِيَّةُ آلْمُخْتَلِفَةُ سَقَطَتْ مَعَهُ.
وَمُنْذُ هَذِهِ آللَّحْظَةِ سُمَّيَ آلْمُعَانِدُ أَوْ آلْمُقَاوِمَ للهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَرْجَعْ عَنْ سَقْطَتِهِ وَلَمْ يَشْعُرْ بِخَطَئِهِ وَلَمْ يَطْلُبْ آلتَّوْبَّةُ إِلَى آللهِ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا.
وَيَقُولُ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ كَمَا فِي (رُؤْ9:7:12) (وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي آلسَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا آلتَّنَّينَ، وَحَارَبَ آلتَّنَّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي آلسَّمَاءِ. فَطُرِحَ آلتَّنَّينُ آلْعَظِيمُ، آلْحَيَّةُ آلْقَدِيمَةُ آلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وآلشَّيْطَانَ، آلَّذِي يُضِلُّ آلْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى آلْأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.).
وَبَعْدَ خِلْقَةُ آدَمِ تَقَدَّمَ إِبْلِيسَ (آلشَّيْطَانُ) لِكَيْ يُسْقِطُهُ، كَمَا سَقَطَ هُوَ أَيْضًا بِنَفْسُ آلْخَطِيَّةِ آلَّتِي أَخْطَأَ بِهَا، وَهِيَ خَطِيَّةُ عَدَمِ آلطَّاعَةِ للهِ وَرَغْبَتَهُ فِي أَنْ يَكُونُ كَآللهِ كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ فِي (تَكْ5:4:3) (فَقَالَتِ آلْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ آللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَآللهِ عَارِفَيْنِ آلْخَيْرَ وَآلشَّرَّ».).
وَسُقِطَتِ آلْمَرْأَةُ ثُمَّ أَغْوَتْ رَجُلُهَا فَسَقَطَ هُوَ أَيْضًا، ثُمَّ سَقَطَ آلْجِنْسُ آلْبَشَرِيُّ نَتِيجَةً لِذَلِكَ وَدَخَلَتِ آلْخَطِيَّةُ إِلَى آلْعَالَمِ إِذْ أَخْطَأَ آلْجَمِيعُ كَمَا يَقُولُ آلرَّسُولِ بُولُسَ فِي (رُو12:5) (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ آلْخَطِيَّةُ إِلَى آلْعَالَمِ، وَبِآلْخَطِيَّةِ آلْمَوْتُ، وَهَكَذَا آجْتَازَ آلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ آلنَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ آلْجَمِيعُ.).
لِذَلِكَ صَدَقَ قَوْلُ سِفْرُ آلرُّؤْيَا عَنْ حَرْبِ إِبْلِيسَ كَمَا فِي (رُؤْ12:12) "وَيْلٌ لِسَاكِنِي آلْأَرْضِ وَآلْبَحْرِ، لِأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً».).
وَآلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ يَشْهَدُ أَنَّ هَذَا آلْمَلاَكُ آلسَّاقِطُ قَدْ أَغْوَى آلْجَمِيعَ وَحَاوَلَ إِسْقَاطُهُمْ بِشَتَّى آلطُّرُقِ وَآلْأَسَالِيبَ بِمَقَاصِدِهِ آلشَّرَّيرَةِ وَتَجَارِبُهُ آلْمُتَنَوَّعَةِ آللَّعِينَةِ. حَتَّى أَنَّهُ جَرِيءٌ وَتَقَدَّمَ لِكَيْ يُجَرَّبَ آلسَّيَّدُ آلْمَسِيحُ نَفْسُهُ كَمَا يَقُولُ آلْكِتَابُ آلْمُقَدَّسُ فِي (إِنْجِيلُ مَتَّ1:4) (ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى آلْبَرَّيَّةِ مِنَ آلرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.)، آلَّذِي كَشَفَهُ وَهَزَمَهُ وَكَسَرَ شَوْكَتِهِ.
لِذَلِكَ يَقُولُ آلْقِدَّيسُ بُطْرُسَ كَمَا فِي (2بُطْ4:2) "إِنْ كَانَ آللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا،". وَيُؤَيَّدُ هَذَا آلْكَلاَمُ آلْمُقَدَّسُ يَهُوذَا آلرَّسُولِ قَائِلاً كَمَا فِي (يَهُ6:6) (وَآلْمَلاَئِكَةُ آلَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ آلْيَوْمِ آلْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ آلظَّلاَمِ.).
وَقَدْ أَفْصَحَ رَبُّ آلْمَجْدِ نَفْسُهُ عَنْ مَصِيرِهُمْ وَمَصِيرُ كُلُّ آلْأَشرَّارِ آلَّذِينَ يَتَبِعُونَهُمْ قَائِلاً لَهُمْ كَمَا فِي (إِنْجِيلُ مَتَّ41:25) "آذْهَبُوا عَنَّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى آلنَّارِ آلْأَبَدِيَّةِ آلْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،" ...
+آمِينَ+
***
م
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى